مـلك مأســـور

يها المار بين قبور الذكريات المحطمة ألم تنتبه في خطاك ألم تعلم أنك تدوس بقدميك الثقيلتين على مشاعر كانت تحيى مند أعوام ألم تعلم أن تلك القبور تحمل في صدرها شيئا من حياتك ،ألم تعلم أن الأحاسيس التي أهديتها لي يوما تسكن التراب اليوم ألم تعلم أنك تعيش باخلها؟ فإحذر أن تكسر بخطاك ظلوعها؛ إحذر أن توقظها من سباتها العميق؛ إحذر من غضبها و ريح عاصفتها القاتل فكم من الايام سهرت تنتظر قدومك مع ازهار الرابيع الحمراء كم مرت من اعوام و هي تحيى اليوم تراك تحتضن اشواقها بين افكارك و احاسيسك ،كم وقفت بفستانها على باب الحديقة و ظفائرها تتدلى كعناقيد العنب الأرجواني أعوام تتلوها أعوام، جعلتها تعيش السعادة المختلطة بالخوف؛ جعلتها تعيش الأمل المصاحب باليأس جعلتها تكره الحياة و تفكر في القبر ،كانت حائرة ماذا ستقول عند ظهورك و كيف ستلقاك بدموع أم بعناق؟كانت حائرة هل يوجد صوت في الدنيا شبيها بصوتك هل توجد عينين مثل عيناك هل طيبوبتك يملكها إنسان آخر؛هل سآلك عنها سيستمرهل أسلوبك في الحوار سيتغير هل ستدخلها مملكة أحلامك هل ستمنح لها الإستقرار بعد أن عاشت الضياع هل ستغير تاريخ ميلادها الرمادي هل ستنزع عنها معطف العياء الذي رافقها أعوام؟؟؟
كانت تعلم ان كلامك مجرد وعود لا تملك أرض الواقع ولا تستطيع ان تعيش اكثر من اعوام،كانت ترضى بان تسمع اكاذيبك كانت تفرح عند سماع صوتك مع انها تعلم انك لست انسان كانت و عانت الكثير فقررت ان تجمع ذكرياتك و ذكرياتها احاسيسك الكاذبة و كلامك الممسوخ و كل الأسطوانات التي اسمعتها إياها و الرسائل التي محى الزمن تواريخها، كل هذا وضعته في قبر كتبت عليه "فراق ذكريات عزيزة" بكت على دفنها ليال طوال و نازعت اشواقها و قتلت كل مشاعرالحب و العطف و اصمت أذنيها كي لا تسمع انين الذكريات افقدت ذاكرة عقلها كي لا تتذكرما عاشته مع ذلك الصندوق و كذلك كي لا تتذكر مكان دفنها لاعوام من حياتها. و اليوم الا تخجل !! كيف لك ان تطرق بابا عصفت به رياح الغدر و كسرته الخيانة لم يعد للبيت باب لم يعد فيه سكان لا ذكرى و لا اثر يقودك إلى اصحابه.الا تخجل!!! كيف تكسر بقدميك مفتاه القبر! الا تخجل ان تدوس على حياتي النائمه تحت قدميك!!! اتقول انك عائد لمن؟لضحكة رحلت و لم تترك أصدائها خلفها ام لظفائر أرجوانية فقدت لمعانها مع غياب الشمس ام للفساتين التي ذبلت الزهور المزركشة فيها ام لأشجار الربيع التي اعتراها الحزن و اكلت ديدان الزمن جدورها ؛اتسمي نفسك عائد لمن!!! فانت دائما تخطئ بالعباراة .يا سيدي انت راحل من حياة الزهد و الكذب للحقيقة التي كانت عيناك تتعمد ان تتجاهلها ،انت راحل من قصورك و جاهك و كلماتك ازائفه لقبور ينتظرتك اعوام ان تزورها كي تغرقك في وحلها، انت راحل مما تسميه ذكرى عابرة الى ذكريات عاشت و مازالت تنازع حتى تكون عبرة لا عابرة آه منك انت.


آهلن بك في مملكة ذكرياتي اتتذكر؟ هنا انتظرتك و هنا ابتسمت لنجمة ظننتها انت و هنا كتبت رسالة لم ابعثها لك و هنا عشت ليلة مالادك و هنا في هذا المكان قتلتني و قتلتني بل أعدمتني ؛و اليوم جاء دوري فانت داخل قصري و انا احكم فهل اقتلك ان اعدمك ام اجعلك تنتحر ؟؟؟
لا تخف يا سيدي فحبك علمني ان لا انتقم و كذلك علمني ان أسامح و ذكراك علمتني ان اترك سراحك ،إذهب و دعني اعيش وحدي في قبر ذكرياتك العزيزة؛يذهب قبل ان تستيقظ إحدى جاراتي اللواتي جنيت عليهن حيث لن تعفو عنك؛يرحل قبل ان تاكلك جنود غضبي التي لم تعلمني كيف يسكتها